أخبار العراقأمنيةشناشيل بلسعربية ودوليةمنوعات
أخر الأخبار

هل تحركات تركيا باتجاه سنجار سترضي الإدارة الأمريكية الجديدة

لم يمضي على زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي آكار ورئيس أركانه يشار غولر إلى العاصمة بغداد سوى أيام، حتى عادت طائراتهم التركية لتقصف مناطق في إقليم كردستان العراق، رغم أن زيارتهم المفاجئة جاءت لعقد اتفاقيات وخطط بين الحكومة التركية وحكومة بغداد وحكومة إقليم كردستان، من شأنها حل ملف سنجار وتواجد مليشيات حزب العمال الكردستاني في المنطقة، وقد عمد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل قصف طيرانه، على التهديد بشن بلاده عملية عسكرية في منطقة سنجار العراقية المحاذية لسوريا بخصوص ضرب الإرهابيين في المنطقة.

ومن الواضح وحسب تصريحات أردوغان التي أدلى بها للصحفيين بعد أداء صلاة الجمعة بمدينة اسطنبول، فإن بغداد قد أعطت الضوء الأخضر لتركيا بتنفيذ عمليات عسكرية واسعة لطرد مليشيات حزب العمال الكردستاني من منطقة سنجار التي تعد المركز الرئيسي لانطلاق عملياتها العسكرية ضد تركيا، وقد عبر أردوغان استعداد بلاده للقيام بعمليات مشتركة مع بغداد لطرد الإرهابيين من المنطقة، هذا ومن المتوقع وحسب ما نقلته وسائل الإعلام التركية عن تنفيذ عملية عسكرية مشتركة بين أنقرة وبغداد وإدارة إقليم كردستان بعد النصف الثاني من شهر آذار \مارس المقبل لضرب مراكز حزب العمال الكردستاني في الشمال العراقي.

ومع كل هذا الزخم والاهتمام الكبير من وسائل الإعلام التركية ورسائل التهديد المباشرة التي أطلقها الرئيس التركي والغارات الجوية التركية على الأراضي العراقية، لم نشهد أي توضيح أو تعليق من الجانب العراقي الرسمي عن ماهية الاتفاق العسكري بين بغداد وأنقرة، وما مدى الصلاحيات الممنوحة لتركيا في التوغل وضرب المناطق العراقية التي تحوي على مليشيات حزب العمال الكردستاني، كما لم يتم الحديث عن مصير أو دور فصائل الحشد العراقي المدعومة إيرانياً في مناطق سنجار، خاصة وأنه يجري الحديث عن إمكانية تنفيذ عملية عسكرية مشتركة في مناطق سنجار ضد حزب العمال الكردستاني.

ويعتبر ملف سنجار من الملفات الشائكة محلياً وإقليمياً، وقد تم الاتفاق بين بغداد وأربيل مؤخراً على تشكيل إدارة مشتركة بالتعاون بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة إقليم كردستان في أربيل، والعمل على إخراج مليشيات حزب العمال الكردستاني من المنطقة وإعادة النازحين لمنازلهم، وتتولى الشرطة الاتحادية مهام حفظ الأمن في المنطقة، بالإضافة إلى العمل المشترك لإعادة إعمار المناطق المدمرة في سنجار والتي تضررت بنسبة أكثر من 80 في المئة، بالإضافة إلى تأمين وتحسين الخدمات الأساسية للمنطقة، وكان أهم بنود الاتفاق وأخطرها هو العمل على إخراج فصائل الحشد الشعبي المدعومة من إيران.

وهنا نطرح سؤالاً عن مدى قدرة بغداد وجاهزيتها للتعامل ملف سنجار، خاصة ملف الحشد الشعبي المسيطر على المشهد السياسي والأمني في منطقة سنجار، وتواجد قوات حزب العمال الكردستاني في المنطقة، فهل يستطيع الكاظمي إصدار أوامر أو تحريك عنصر واحد من فصائل الحشد المتواجدة في سنجار، بل إنه وبصريح العبارة، الكلمة الأولى والأخيرة في مناطق سنجار هي لإيران، ذلك بواسطة فصائل الحشد المنتشرة والمدعومة منها، بالإضافة إلى الدعم العسكري والمادي لفصائل حزب العمال الكردستاني، ثم هل لدى الكاظمي القدرة العسكرية من حيث العدّة والعتاد المناسب لقتال عناصر حزب العمال في جبال وسهول سنجار الصعبة.

ومن جانب آخر، لم تعرف إلى الآن السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة جو بايدن، خاصة باتجاه مناطق سنجار وملفها المعقد، حيث أن الإدارة الأمريكية السابقة لم تعره الاهتمام الكبير رغم أن المنطقة تقع ضمن استراتيجيات القوات الأمريكية، خاصة وأن سنجار تقع على الحدود المشتركة بين العراق وتركيا وسوريا، وهي ذات أهمية كبير لإيران كونها تعتبرها المعبر الحدودي الأكثر أماناً لنقل أسلحتها إلى سوريا ولبنان، كما تؤمن للإيران من خلال الحدود المشتركة في المنطقة سهولة الإتجار بالبشر والمخدرات والأسلحة بكافة أنواعها.

اظهر المزيد

قد يعجبك ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى