أخبار العراقشناشيل بلسعربية ودوليةمحليةمنوعات
أخر الأخبار

هل تؤثر زيارة الممثلة الأممية في العراق على تدخل طهران في الانتخابات

شكلت زيارة الممثلة الخاصة لأمين عام الأمم المتحدة بالعراق جينين هينيس بلاسخارت إلى إيران، سخط وغضب الشارع العراقي، منتقدين سبب وتوقيت الزيارة التي تناقش الشأن الداخلي العراقي، وفتح ملف الانتخابات العراقية في دولة غير العراق، حيث بحثت بلاسخارت مع مستشار المرشد الأعلى الإيراني، علي أكبر ولايتي، تطورات الأوضاع السياسية وسبل إجراء الانتخابات العراقية المبكرة المقررة في العاشر من تشرين الأول القادم، في ظل الظروف الأمنية المعقدة.

وتعتبر زيارة بلاسخارت إلى طهران وحديثها في الشأن الداخلي العراقي، إهانة وانتقاصاً من سيادة العراق والحكومة العراقية، وهذا ما أثار استياء الإعلاميين والنشطاء السياسيين الذين عبروا عن غضبهم ورفضهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أن هذا التدخل سيكون له آثار سلبية على سير العملية الانتخابية ونتائج غير نزيهة بعد الانتخابات، فليست هذه المرة الأولى التي تحصل وتتدخل إيران في الانتخابات العراقية، فإيران ومنذ سقوط النظام العراقي السابق، تتدخل بشكل واضح وسافر في الانتخابات وطبيعتها، من خلال تقديم الدعم لحلفائها السياسيين، فلنتائجها أهمية كبيرة في استمرار سيطرة الطائفة الشيعية المدعومة من طهران على المشهد السياسي، وبالتالي بقاء هيمنة إيران على العراق.

ويبدو أن زيارة ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت إلى طهران، جاءت من طرف واحد دون علم الحكومة العراقية أو مشاركة ممثل للحكومة في الزيارة إلى طهران، وكأن بلاسخارت تمثل مفوضية الانتخابات العليا المستقلة أو تتفاوض بدلاً عن المسؤولين العراقيين، وهذا ليس من مسؤولياتها أو صلاحياتها، بل كان هذا خرقاً كبيراً لمهام الأمم المتحدة في العراق وفي رعاية الانتخابات العراقية، رغم أن الأمم المتحدة في العراق دائماً ما تتدخل في الانتخابات العراقية وسير العملية الانتخابية، لكن هذا لا يعني أن تفوض نفسها وتناقش موضوع الانتخابات في طهران.

وكانت الخارجية العراقي قدمت طلباً إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، من أجل إرسال فريق دولي من الخبراء للمراقبة والإشراف على الانتخابات العراقية المقبلة، وتقييم سير العملية الانتخابية، لكن زيارة بلاسخارت كانت خارج هذا الإطار تماماً، فكان الأجدر بها، هو عقد اجتماع مع القوى السياسية المختلفة في البلاد ومفوضية الانتخابات العليا المستقلة، وتحديد أسس ومبادئ تساعد على تحسين سير العملية الانتخابية للخروج بنتائج نزيهة وعادلة.

لكن وبنفس الوقت، من الممكن أن زيارة بلاسخارت إلى طهران، أتت من أجل الحد من التدخل الإيراني في الانتخابات العراقية، خاصة بعد طلب الحكومة العراقية التدخل الأممي للمراقبة والإشراف على الانتخابات في العراق، إضافة إلى أن مجلس الأمن يدرك مدى التأثير الإيراني في الداخل العراقي، وزيارة بلاسخارت لا يمكن أن تأتي بدون توثيق أو مخطط مرسوم من قبل الأمم المتحدة ذو أهداف محددة ومرسومة من قبل، ترسل نتائجه إلى الأمم المتحدة مباشرة.

وتحفظت بعض القوى السياسية الفاعلة في الوسط العراقي، على طلب الحكومة العراقية من مجلس الأمن الدولي بالإشراف على الانتخابات العراقية المقبلة، بينما تتهم بعض الأطراف السياسية العراقية، هيمنة أحزاب موالية لإيران وتأثيرها على الأجواء التي تسبق الانتخابات العراقية، من خلال نفوذها وسيطرتها على مفاصل الدولة والحكم، وتخشى هذه الأطراف من التلاعب بنتائج الانتخابات، خاصة بعد أن شكلت بعض الأحزاب الموالية أحزاب ظل لها، للمشاركة في الانتخابات المقبلة، بالإضافة إلى انتشار الفوضى الأمنية وعدم قدرة الحكومة على ضبط السلاح وضبط الفصائل المسلحة الولائية.

وإلى ذلك، فمن الضروري اعتماد الانتخابات المقبلة على النظام البايومتري، بإشراف أممي وعربي لضمان حرية الانتخابات، وتوفير كافة الإجراءات التي تضمن نزاهة الانتخابات، وهذا يعتبر مطلباً شعبياً طالب به الشارع العراقي خلال الاحتجاجات الشعبية التي شهدها العراق منذ أكثر من سنة،

اظهر المزيد

قد يعجبك ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى