شناشيل بلسعن قربغير مصنف
أخر الأخبار

رسائل سياسية بقوة السلاح والكاظمي يتحدث عن هيبة الدولة

لا تزال عمليات الخطف والقتل وعمليات الاعتقال القسري مستمرة ضد الناشطين والمتظاهرين في العراق، ولا يزال الشارع العراقي يعاني من بطش الجماعات المسلحة الولائية التي تسعى إلى كم الأفواه المطالبة بالحرية ومحاسبة الفاسدين وقتلة المتظاهرين، ذلك وسط صمت حكومي غير مبرر إلا بضعف القوات المسلحة العراقية أمام تلك المليشيات، أو رضا وقبول الحكومة العراقية عما تفعله المليشيات.

ولا يزال رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يغرد عبر حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي، بأنه لن يتنازل عن بناء الدولة وهيبتها، مضيفاً أن بناء الدولة لا يتم بالتجاوز على الرموز والمقدسات الدينية والوطنية، وضرب المؤسسات وقطع الطرق، بل بدعم الدولة.

فأين هي تلك الدولة التي يتحدث عنها الكاظمي، أين هي من عمليات القتل والخطف والتعذيب بحق الشارع العراقي المنتفض ضد الفساد والمحسوبية والمحاصصة، أين هي القوات المسلحة الحكومية التي من واجبها كشف المجرمين والمسلحين الذين يقومون بخطف الناشطين والصحافيين وتعذيبهم، أين هي هيبة الدولة من الفوضى والسلاح المنفلت والاعتداءات الفاضحة التي تقوم بها الفصائل المسلحة أمام أنظار وصمت القوات المسلحة الحكومية.

كما يجب أن نتسائل هنا عن الرموز الوطنية والدينية التي يتحدث عنها الكاظمي، فمن هي الشخصية الوطنية التي يمكن أن تكون رمزاً وطنياً يجتمع عندها جميع العراقيين، بعيداً عن الطائفية والمذهبية والعشائرية أو حتى القومية، فلقد تم وأدّ جميع الرموز الوطنية والدينية بعد الغزو الأمريكي على العراق أي منذ أكثر من 17 سنة، وتم إحياء الطائفية والتقسيم والمحاصصة، فبات العراق مقسماً مفتتاً لا يجمعه إلا المصالح الشخصية للأحزاب الفاسدة التي أهلكته منذ 17 عام، فلم يعد أحد ينادي بالوطنية وحب الوطن إلا الشارع العراقي المتظاهر ويقابله بذلك قمع وسطوة المليشيات الطائفية والقوات الأمنية العراقية التي تعتبر وطنية.

ولا تزال مشاهد الترهيب والتخويف تنتشر في شوارع ومدن العراق، حيث أن سطوة وهيمنة المليشيات الولائية لا تزال تسيطر على الأوضاع الأمنية العراقية، رغم الكثير من التغريدات والوعود التي يتحدث عنها الكاظمي في استعادة هيبة الدولة وضبط السلاح المنفلت ومحاسبة الفصائل المسلحة التي لا تعرف رادع، فلقد شهدت شوراع العاصمة بغداد ومحافظتي النجف وكربلاء منذ أيام، انتشاراً واسعاً لفصائل مسلحة من سرايا السلام، والتي تتبع للتيار الصدري بقيادة مقتدى الصدر، مشكلين بذلك طوقاً أمنياً مسلحاً يحيط بتلك المناطق، مثيرين الخوف والرعب في نفوس السكان الآمنين، متجاوزين على الدولة وهيبتها.

وفي سياق ذلك، تحدث المكتب الإعلامي الرسمي التابع للتيار الصدري، أن تحركات سريا السلام الأمنية المريبة تلك، جاءت رداً على تهديدات أمنية قيل إنها سوف تستهدف بغداد والأضرحة الدينية، مدّعين أن معلومات استخباراتية خاصة وردتهم حول تلك التهديدات، كما ادعوا أن ذلك الانتشار، يأتي بالتنسيق مع القوات الأمنية الحكومية، وهو تقوية ودعم للأجهزة الأمنية والاستخباراتية العراقية، إلّا أن الحكومة العراقية الصامتة لم تعلق أو تصدر أي بيان أو موقف تجاه ذلك الانتشار المخيف أو صحة ادعاءات التيار الصدري.

ومن الواضح أن التيار الصدري وزعيمه مقتدى الصدر، يريد من وراء ذلك العمل، استعراض قوته العسكرية وإثبات قدرته ووجوده على الساحة السياسية العراقية، ذلك بعد أن خسر الصدر وتياره الكثير من قاعدته الشعبية، المدنية منها والشيعية خاصة بعد عمليات القمع التي قامت بها سرايا السلام بحق المتظاهرين والناشطين المدنيين، إضافة إلى أن الانتخابات العراقية المبكرة على الأبواب، وهو يريد من وراء ذلك إيصال رسائل سياسية ينوي فرضها بقوة السلاح على باقي الأحزاب السياسية الشيعية قبل غيرها، وإثبات قوته أمام باقي المليشيات الموالية لإيران. وهذا ما يشكل خطراً على مستقبل العراق المقبل على انتخابات برلمانية حسّاسة يمكن أن تغير وجه النظام السياسي للعراق، إذ من شأن تلك الاستعراضات العسكرية أن تشعل حرب أهلية وطائفية لا يمكن إطاؤها، كما أن ذلك العمل المخالف للقوانين والدستور يعد انتقاصاً لهيبة الدولة ومسؤوليها، ولا يزال الشعب العراقي يقبع تحت الخطر الداهم من كل مكان.

اظهر المزيد

قد يعجبك ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى