شناشيل بلس
أخر الأخبار

تفجيرات وعمليات أمنية يستغلها الكاظمي للظهور بدور البطل

بعد العملية الإرهابية التي نُفذت في ساحة الطيران وسط العاصمة العراقية بغداد بواسطة تفجير انتحاري مزدوج في الـ 21 من الشهر الماضي والتي راح ضحيتها نحو 32 شخص، شنت القوات الأمنية العراقية وبالتعاون مع قوات التحالف الدولية، عدة هجمات تكتيكية على مخابئ وأوكار تخص تنظيم الدولة الإرهابي، مستهدفة الخلايا الإرهابية النائمة في مناطق مختلفة من العراق، وقد حققت القوات الأمنية أهدافها بقتل وأسر الكثير من عناصر تنظيم داعش، كان على رأسهم القيادي في التنظيم ووالي العراق “أبو ياسر العيساوي”، ووالي الجنوب “أبو حسن الغريباوي”، ومسؤول النقل في التنظيم “غانم صباح”.

وقد شكلت هذه العمليات التكتيكية والإنجازات الأمنية فرصة ذهبية أمام رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، عمد إلى استغلالها سياسياً ليخرج إلى الجماهير العراقية بصورة المنتصر وبدور المنقذ للبلاد من التفجيرات الإرهابية وخلايا تنظيم داعش الإرهابي، كما استطاع الكاظمي مؤخراً، اقتناص فرصة التفجير الانتحاري المزدوج وسط ساحة الطيران، لإجراء تغييرات كبيرة في القيادات الأمنية في العاصمة بغداد، عزل من خلالها عدة قادة أمنيين كان على خلاف معهم منذ أن كان رئيساً للاستخبارات العامة في العراق.

واستطاع الكاظمي توظيف التغييرات الأمنية التي أجراها بعد التفجير الانتحاري المزدوج كدعاية إعلامية، لتعلن المصادر الإعلامية الحكومية أن التغييرات الأمنية التي أجراها الكاظمي كان لها دوراً كبيراً في نجاح العمليات الأمنية التي أطلقها الكاظمي ضد داعش، خاصة بعد أن عمدت المليشيات والأحزاب السياسية الموالية لإيران، إلى مهاجمة الكاظمي وانتقاده والدعوة إلى محاسبته، بسبب عزله لبعض القادة الأمنيين الموالين لإيران، والذين يتفقون مع المليشيات الولائية ويقدمون لهم الدعم اللا محدود في عملهم وتحركاتهم داخل المدن.

لكن لماذا على الكاظمي الظهور بدور المنتصر على تنظيم داعش الذي زادت عملياته الإرهابية على البلاد في الأشهر الأخيرة، خاصة وأن خلايا التنظيم لا تزال تشكل خطراً على العراق، وقادة التنظيم قاموا بإعادة تنظيم صفوفهم في بيئة قتالية جديدة ينتظرون الفرصة المناسبة لإعادة إحياء الخلافة المهزومة، وأكبر دليل على ذلك هو التفجير الانتحاري المزدوج الذي نُفذ في ساحة الطيران وسط بغداد الشهر الماضي، بالإضافة إلى تنفيذ عدة هجمات متفرقة على بعض القطعات العسكرية أدت إلى وقوع ضحايا في صفوف الجيش.

فهل علينا أن نصدق بأن مقتل قيادي في التنظيم أو عدة عناصر يعني إنتهاء الإرهاب من البلاد، فالأصح أن نقول أن تنظيم الدولة الإسلامية قد انهزم من الناحية الجغرافية فقط، لكن خلاياه لا زالت تمثل تحدياً كبيراً في الكثير من المناطق العراقية، ولن يتم القضاء عليها إلا بمواصلة بذل الجهود والعمليات الأمنية لاجتثاثه.

وفي الوقت الذي يسعى فيه الكاظمي وبعض المسؤولين العراقيين، إلى تسجيل مكاسب سياسية على دماء أبناء الوطن، تعمل خلايا التنظيم على شن هجمات إرهابية محكمة ضد مواقع القوات العسكرية في مناطق مختلفة من العراق، ورغم أن أهداف التنظيم الآن أقل خطورة مما كانت عليه قبل العام 2017، إلا أنه لا زال يمثل تحدياً كبيراً يحتم العمل المشترك وبجهود كثيفة للقضاء عليه، لا سيما وأن التنظيم استقبل خلال العام الماضي المزيد من المقاتلين من بلدان عربية مختلفة، عبر الحدود الكبيرة المفتوحة بين سوريا والعراق، ذلك حسب معلومات وبيانات أدلى بها مسؤولون عسكريون أمريكيون.

وقد لاقت خلايا تنظيم داعش الإرهابي، من المناطق الحدودية بين سوريا والعراق ملاذاً آمناً من ضربات التحالف الدولي، بالإضافة إلى اختبائها في ممرات استراتيجية من محافظة كركوك، ومحمية بين الجبال، بعيداً عن متناول طيران التحالف أيضاً، مستغلين بذلك الخلاف بين الحكومة الاتحادية وحكومة كردستان على أحقية ضم محافظة كركوك.

اظهر المزيد

قد يعجبك ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى